شكرا إسرائيل ..!
لأن علماءنا بدؤوا يمزقون الجدب .. يحرقون الزيف .. يطلون علينا واحداً تلو الآخر .. ينثرون الفتاوى عطراً يقودون الجموع إلى هناك .. حيث الحدود .. حيث ينبت القرار نصراً أو شهادة ..
شكرا إسرائيل ..!
لأننا اكتشفنا أنا لم نمت ! نعم نحن أحياء لم نزل أحياء !
نستمطر السماء رضاً وحباً ومدداً ..
عدنا نصوم معاً ونفطر معاً .. نقنت معاً .. نبكى معاً ..
نعم نحن أحياء من مراكش إلى دمشق ..
شكرا إسرائيل ..!
لأن هذه الأمة لو أضربت فقط ونزلت إلى الشارع لغسلنا الكثير من درننا ولأعدنا الكثير من حقوقنا ..
شكراً إسرائيل ..!
لأن الصف تمايز والخبث أصبح جفاءً .. وامتلأت الجحور بالجرذان القذرة !
شكرا لأن صبحنا بدأ يتقافز عبر الدروب التي طالما أظلمتها خيانات الخائنين ..
شكرا لأن الكهرباء التي قطعت عن غزة سرت إلى قلوبنا فانبلج النور في جبين الليالي الحالكات ..
فالمادة لا تفنى ولكن تتحول إلى حالة أخرى .. ونحن الآن في الحالة الأخرى!
شكرا لأنك نقلتينا إلى صحو .. ربما لو لم تفعلي ذلك أيتها الشقية لم نبلغه !
شكراً لأننا اكتشفنا أن المعابر هي قلوبنا و دموعنا وجهادنا وثباتنا ، وأن أوراق القوة لدينا كثيرة جد كثيرة ..
شكراً إسرائيل ..!
لأنك في كل مرة تخبو جذوة العشق في قلوبنا تكوني قادرة على إيقادها من جديد برعونتك وحقدك !
افعلي ما شئت .. فنحن نحن المعتصم يدب في قلب مليارنا ..
تملؤهم نخوته حتى المشاش ..
ونحن نسير إلى الأقصى سيسقط خبثنا ..
حتى إذا وصلنا .. كنا الجموع الطاهرة الحقيقة بذاك النصر !
فان الله لا يقبل إلا طيبا ..!
أهل غزة .. كلما أنار الدنى شهيد منكم .. ألهب أنفاس الزنبق .. وارتعش الريحان على قارعة الفجر ..
أهل غزة .. أنتم المسك يفوح عبقه عبر شقوق الليل ..
عبر أزيز الخوف ..
عبر عطن الخيانة ..
أنتم البحر المترع بالوهج .. بالنصر .. بالحلم !
أهل غزة .. أنتم الفتح القادم لقلوبنا .. لأوطاننا.. اللحمة لأمتنا من القلب إلى القلب ..
أهل غزة .. أما ترضون أن يرجع المنهزمون بالشاه والبعير و الانكسار !؟
وتعودون بالنصر والربيع و السقيا إلى رحالكم ؟!