جهاز الغدد الصمّاء
البنكرياس
البنكرياس غدة عجيبة فهي من ناحية غدة لا قنوية endocrine تقوم بإفراز هرموناتها في الدم مباشرةً (مثال الأنسولين، الجلوكاجون)، وغدة قنوية exocrine تقوم بإفراز إنزيمات ضرورية للهضم (مثال أمايليز البنكرياس pancreatic amylase لتكسير الكربوهيدرات، ولايبيز البنكرياس pancreatic lipase والذي يقوم بتكسير أو ما يسمى "حلمأة" hydrolysis للدهون إلى أحماض دهنية، إنزيم التريبسين trypsin والتريبسينوجين trypsinogen والكيموتريبسين chymotrypsin وهي تعمل على تكسير البروتين إلى ببتيدات (سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية).
تقوم هرمونات البنكرياس (الأنسولين insulin، جلوكاجون glucagon، قاسترين gastrin، سوماتوستاتين somatostatin) تقوم هذه الهرمونات بعمل رئيس في المحافظة على توازن مستوى السكر والأملاح في الجسم بالتالي في حالة وجود أي خلل في إنتاج أو تنظيم هذه الهرمونات ينعكس ذلك في وجود مشاكل في مستوى السكر/الأملاح والسوائل في الجسم.
إن الجزء الأكبر من البنكرياس (90%) يقوم بإنتاج الإنزيمات اللازمة للهضم والتي يتم إفرازها في الأمعاء، وهذه الإنزيمات، كما ذكرت، تقوم بهضم البروتينات، الدهون، الكربوهيدرات.
حوالي 5% من البنكرياس يتكون من خلايا لا قنوية endocrine cells وهذه الخلايا موجودة في مجموعات منتشرة في جميع أنحاء البنكرياس، كما الجُزِر (جمع جزيرة)، وهذه الجُزِر (جُزِر لانجرهانز) islets of langerhans تقوم بإفراز الهرمونات، أهمها بالطبع الأنسولين. يتم إفراز الأنسولين من خلايا بيتا ويتم إفراز هرمون الجلوكاجون من خلايا في البنكرياس، ولأهمية إفراز الهرمونات هذه في الدم مباشرةً، توجد شبكة أوعية دموية صغيرة تحيط جزر لانجرهانز.
الأنسولين:
يهدف الأنسولين إلى تنظيم مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم في الحدود الطبيعية، حيث يقوم بإجبار خلايا الجسم (كريات الدم الحمراء، الخلايا العضلية، الخلايا الدهنية) على امتصاص واستخدام الجلوكوز، وبالتالي انخفاض مستوى السكر في الدم. يتم إفراز الأنسولين استجابةً إلى ارتفاع في مستوى السكر في الدم، ويتم تثبيطه في حالة انخفاض السكر في الدم أيضاً. في حالة وجود خلل في عمل البنكرياس، أو خلل في إنتاجية الأنسولين، ينتج عن ذلك مرض السكّري diabetes، حيث يرتفع مستوى السكر في الدم وبشكل يسبب خطورة على حياة المريض، وفي حالة ارتفاع في إنتاج الأنسولين ينخفض السكر، وهذا أيضاً خطر على صحة المريض.
يوجد حوالي 16 مليون أمريكي مصاب بمرض السكّري، ثلثهم (1/3) ليس لديهم علم بوجود مشكلة صحية. مع وجود العلاج المناسب، ومع التغيير في عادات الشخص المريض، يمكن تجنب العديد من المضاعفات مثل العمى، بتر أجزاء من الجسم، أمراض القلب، الفشل الكلوي، والموت المبكر. من الأعراض التي تصاحب مرضى السكّري، التبول الزائد عن الطبيعي والمتكرر، زيادة في العطش والجوع، فقدان الوزن، الإحساس بالإرهاق الشديد في معظم الوقت، جفاف الجلد، وكذلك العرضة للمرض أكثر من الطبيعي.
الجلوكاجون:
يعمل الجلوكاجون (والذي تنتجه خلايا ألفا في البنكرياس) بعكس هرمون الأنسولين، فهو يساعد الأنسولين على المحافظة على مستوى السكر في الدم في مستواه الطبيعي، حيث يقوم بإجبار الخلايا (في الغالب خلايا الكبد والتي تختزن الجلايكوجين حيث يتحول إلى جلوكوز) على إطلاق (أو إنتاج) الجلوكوز مما يرفع مستوى الجلوكوز في الدم. يتم إنتاج الجلوكاجون استجابةً لانخفاض في مستوى السكر في الدم وكذلك استجابة لهرمون النمو، ويتم تثبيط إنتاج الجلوكاجون في حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم. إن زيادة إنتاج هرمون الجلوكاجون يؤدي إلى زيادة السكر في الدم، وهو ما يحدث في حالة وجود سرطان في البنكرياس.
قاسترين:
يساعد القاسترين gastrin على عملية الهضم في المعدة، حيث يحث الخلايا على إنتاج الحمض، ويتم إفرازه استجابةً لوجود الطعام في المعدة والأمعاء. أمّا تثبيطه فيحدث نتيجة عدم وجود "غياب" الطعام في المعدة والأمعاء.
المبايض
تُفرز المبايض الهرمونات والبويضات، ويحتوي المبيض على بويضات مُحاطة بخلايا حُبيبية granulosa cells، وهذه البويضات المحاطة بالخلايا تسمى الجريباتFollicles . في دورة الشبق، بالذات في الأيام الأخيرة قبل الشبق، يتضخم الجُريب بشكل ملحوظ. عادةً ما ينفتق جُريب واحد لـتـنـزل منه بويضة. تنقسم الخلايا الموجود في موقع التبويض وتتكاثر بسرعة لينتُج عنها جسم مهم آخر في المبيض يُسمى الجسم الأصفر Corpus luteum .
تحت تأثير هرمون تنشيط الحويصلات FSH، تنضج الجريبات المبيضية وتقوم بإنتاج هرمون الإسترادايول (الإستروجين) estradiol مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إفراز أو نزول البويضة ليتم إخصابها في قناة فالوب. إن الجريب الناضج وتحت تأثير هرمون التبويض LH (يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية) يقوم بإفراز البويضة، وهذا يطلق علية عملية التبويض ovulation. كذلك تحت تأثير هرمون التبويض LH ينشط الجسم الأصفر corpus luteum (ينتج بعد عملية التبويض في موقع التبويض) ويقوم بإنتاج هرمون البروجسترون progesterone. البروجسترون، كما الإستروجين، من الهرمونات الإستيرويدية steroid hormone ينتجه الجسم الأصفر وينظم إنتاجه هرمون LHK، وإذا ما حدث حمل، يستمر إنتاج البروجسترون من الجسم الأصفر للمحافظة على الحمل. كذلك من وظائف البروجسترون إعداد بطانة الرحم لاستقبال الجنين.
يعمل هرمون تنشيط الحويصلات FSH والذي يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية anterior pituitary على المبيض ليقوم المبيض بإفراز هرمون الإسترادايول (الإستروجين) estradiol من الجريبات المبيضية follicles (من الخلايا الحبيبة granulosa cells). وفي الذكر يعمل هرمون تنشيط الحويصلات FSH على خلايا سرتولي sertoli cells لإنتاج الحيوانات المنوية. فالإستروجين يتم إفرازه من الجريبات المبيضية في مبايض الأنثى تحت تأثير هرمون تنشيط الحويصلات. والخلايا الحُبيبية granulosa cells هي خلايا تحيط بالبويضة في الجريب المبيضي كجزء من الجريبات الأولية، وتحت تأثير هرمون FSH تنقسم وتتكاثر ليزداد عددها وكمية إنتاجها من هرمون الإستروجين.
هناك أيضاً خلايا في الجريبات المبيضية تحيط بالخلايا الحُبيبية granulosa cells، وهذه الخلايا تسمى الخلايا الغمدية theca cells، وتحت تأثير هرمون LH تقوم تتكاثر وتفرز هرمون الأندروجين androstenedione (A4) وهرمون A4 هو الوحدة البنائية لإنتاج هرمون الإستروجين عن طريق الخلايا الحُبيبية granulosa cells.
الخصيتين
تقوم الخصيتين بإفراز هرموناتها تحت تأثير هرمون FSH وهرمون LH، فهرمون LH يحث إنتاج التستوستيرون testosterone من خلايا ليديك leydig cells الموجودة في المبيض بين النبيبات المنوية التي تنتج الحيوانات المنوية. ووظيفة التستوستيرون تشمل إنتاج الحيوانات المنوية، ظهور الصفات الذكرية الثانوية وهو كذلك مسؤول عن الرغبة الجنسية في الذكر.
وتحت تأثير هرمون FSH، تقوم خلايا سرتولي sertoli cells بإفراز هرمون الإنهبين inhibin وإفراز السائل الذي يحمل الحيوانات المنوية إلى البربخ epididymis وكذلك تساعد الخلايا الأم للحيوانات المنوية spermatogonia على الانقسام لإنتاج الحيوانات المنوية.
الغدة الصنوبرية
تقع الغدة الصنوبرية pineal gland في أسفل المخ وتقوم بإفراز هرمون الميلاتونين melatonin. وهرمون الميلاتونين له وظائف أهمها التحكم في الساعة البيولوجية circadian rhythms، حيث يتم إفراز الميلاتونين في وقت الظلام (الليل) خلال النوم. ولأن الغدة الصنوبرية في الزواحف والطيور قريبة من الجلد فهي تعمل كما الساعة، ولكن في الحيوانات هي عامل مساعد للعينين والجهاز العصبي المركزي (الضوء يعيق عملية إنتاج هرمون الميلاتونين).
فالحيوانات التي تتناسل موسمياً في المناطق الباردة، كالخيول والغنم، يلعب الميلاتونين دوراً رئيساً في تناسل هذه الحيوانات، فالأفراس تأتي في الشبق وتبدأ عملية التبويض مع طول فترة النهار وقصر فترة الظلام (أواخر الربيع، الصيف وأوائل الخريف) وفي الغنم، العكس صحيح، حيث تتناسل في فترة قصر النهار وطول فترة الليل (أواخر الخريف والشتاء) لتلد في فصل الربيع. ويمكن زيادة مدة الإضاءة في إسطبلات الخيل لتقريب فصل التناسل في الأفراس وإطالته.